المحاضرون في المؤتمر الايكولوجي يشددون على ضرورة الاستغناء عن الاقتصاد الرأسمالي وبناء مجتمع بيئي

أكد المحاضرون في المحور الأول من أعمال المؤتمر الأيكولوجي على ضرورة إعادة النظر في نظام الاقتصاد المجتمعي والاستغناء عن الاقتصاد الرأسمالي.

انتقلت أعمال المؤتمر الأيكولوجي الأول، المنعقد في مدرج جامعة روج آفا في مدينة قامشلو بمقاطعة الجزيرة، لمناقشة المحور الأول الذي حمل عنوان (الأيكولوجيا في الحداثة الديمقراطية) والذي تضمن 4 محاضرات.

وأدير المحور الأول من قبل جمال عبد الطيف الرئيس المشترك لهيئة البيئة في مقاطعة الرقة وبيريفان عمر، نائبة الرئاسة المشتركة لهيئة البيئة في مقاطعة الجزيرة، والمحاضرات الثلاث ألقيت عبر تطبيق الزووم. 

أُلقيت المحاضرة الأولى ضمن المحور الأول للمؤتمر، من قبل الأكاديمية الإيطالية والدكتورة في مركز الدراسات الاجتماعية كويمبرا جيا بيكاردي (Gea Picardi)، بعنوان (لماذا تعتبر حرية المرأة أساس الثورة الأيكولوجية؟ بين النظرية والتطبيق، النسوية الأيكولوجية والكونفدرالية الديمقراطية).

وتحدثت جيا بيكاردي في بداية محاضرتها عن نظرة القائد عبد الله أوجلان في الأيكولوجيا، وأشارت إلى أن العديد من الفلاسفة يقيّمون بأن الرأسمالية تعمل على جهود المرأة وتجعل الإنسان كأداة وآلة، ولكن عند قراءة مرافعات القائد وتحليلاته نستطيع تقييم العديد من الأشياء المرتبطة ببعضها البعض.

وركزت جيا بيكاردي على تحليل المراحل الاجتماعية من تأسيس الدولة والعائلة، وأشارت إلى أن: "النظام الأساسي الذي أسسته الدول لم يعتمد على تقسيم العمل بين المرأة والرجل، ولذلك فإن تحرير المرأة وبناء نظام اجتماعي من جديد يكمن عبر انهيار النظام الرأسمالي".

وأضافت جيا بيكاردي إن علم جنولوجيا هو بديل للنظام القائم عند الرجل والمحتلين، وهذه النظرية تعتمدها المرأة في شمال وشرق سوريا، وهي تتجاوز الرجل الكلاسيكي بالطبيعة الموجودة فيه، وبالتالي تحاول إزالة العواقب التي وضعها الرجل وتأخذ مكانها ضمن المجتمع أو ضمن نظام أيكولوجي.

أما المحاضرة الثانية، فألقيت من قبل الدكتور الإيطالي في الفلسفة الأخلاقية والنظرية والتأويل الفلسفي من جامعة تورينو، دايفيد أنطونيو جراسو Davide Antonio Grasso، بعنوان (التكنولوجيا والأيكولوجيا الاجتماعية والذكاء العاطفي). وركزت على الاعتماد على الذكاء العاطفي في جميع مناحي الحياة وعدم الاعتماد على الذكاء التحليلي.

بينما ألقت المحاضرة الثالثة، الدكتورة في علم الاجتماع والاقتصاد في المكسيك عزيزة أصلان، تحت عنوان (المصنع الأيكولوجي والاقتصاد الأيكولوجي)، وقارنت بين الأنظمة الرأسمالية التي تعتمد على استهلاك الطاقة البشرية والنظام الديمقراطي، وأكدت: "علينا إعادة النظر في نظام الاقتصاد المجتمعي البيئي والاستغناء عن الاقتصاد الرأسمالي الذي يهدف إلى الربح الأعظمي".

وركزت عزيزة أصلان على ضرورة خلق التوازن بين احتياجات الفرد والطبيعة، ويجب تأمين أعمدة الاقتصاد والصناعة وبناء نظام مجتمعي بيئي ديمقراطي.

كما كان من المقرر أن يلقي الخبير في القانون الدولي محمود باتل المحاضرة الرابعة والأخيرة، تحت عنوان لأيكولوجيا والمقاومة والنموذج الثوري والتطبيق العملي، رؤية من الجنوب" عبر تطبيق الزووم، إلا أنه لم يستطع المشاركة لمشاكل تقنية.

ثم فُتح باب النقاش أمام المشاركين حول المحور الأول، وركزت النقاشات في المجمل على ضرورة دعم المشاريع الطبيعية وتنمية المشاريع الأيكولوجية، والاعتماد على المبادئ التي ركز عليها القائد عبد الله أوجلان خلال مرافعاته، وضرورة تطوير المشاريع الهادفة لحماية البيئة والطبيعة من الكوارث.

ومن المقرر أن تستمر أعمال المؤتمر بالانتقال للمحور الثاني عنوان (الجمع بين النضال الأيكولوجي والنضال ضد الاستعمار/ الرأسمالية).

وانطلقت اعمال المؤتمر الأيكولوجي الأول، المنظم من قبل هيئة البيئة لإقليم شمال وشرق سوريا، بمشاركة 120 مندوباً، وممثلي الإدارة الذاتية الديمقراطية والأحزاب السياسية والتنظيمات الاجتماعية والمدنية، في مدرج جامعة روج آفا بمدينة قامشلو في مقاطعة الجزيرة بإقليم شمال وشرق سوريا صباح هذا اليوم .